هل تنتمون الى فئة الناس الذين يعتنون بصحة الفم، وممن يحرصون على فرك الاسنان بالفرشاة والغرغرة صباحا ومساء؟ ممتاز، ولكن حتى هذا لا يحمي دائما من سبب تاكل الاسنان الحمضي- احد الامراض الاكثر شيوعا في عصرنا.
هذا الوضع ورغم خطورته لم يلق الاهتمام الكافي على الرغم من ان العادات الغذائية الجديدة في العالم العصري تزيد من تعرض اسناننا للضرر خاصة في الطبقة الخارجية من الاسنان.
الاطعمة المميزة للتغذية الحديثة، مثل الاغذية الحامضية (الفواكه والخضار)، المشروبات الغازية ذات الحموضة العالية (الكولا وغيرها) وكثرة تناول الطعام (معظمنا ياكل اكثر من 8 مرات في اليوم، بحيث ان كل وجبة او وجبة خفيفة كهذه تعرض الاسنان الى الاحماض الموجودة في الطعام) ، يمكن ان تسبب تضرر المعادن التي تشكل الطبقة الخارجية للسن، مينا الاسنان مما قد يكون سبب لتاكل الاسنان. هذه الظاهرة شائعة في جميع طبقات المجتمع بغض النظر عن رداءة تنظيف الفم، العمر او الطبقة الاجتماعية.
مينا الاسنان التي تعرفنا عليها في الفقرة السابقة، ينبغي ان تحافظ على السن، خصوصا على الطبقات الداخلية واضرارها تشمل بما في ذلك، امدادات الدم والتعصيب. فاصابة طبقة المينا تسبب الكثير من الاضرار.
اولا، كشف العصب والاوعية الدموية بشكل مباشر للبيئة الخارجية (من خلال الشقوق في المينا) يمكن ان يسبب الالتهابات والشعور بالالم الحاد والشديد، خصوصا عند التعرض للطعام او الشراب الساخن/البارد بشكل خاص.
ثانيا، الطبقة الداخلية (التي كما ذكرنا تنكشف للبيئة الخارجية عندما يتم تاكل المينا) لونها اصفر ورقيقة جدا، وبالطبع مثل اي ضرر في المينا فان اصفرار الاسنان ايضا لا يمكن اصلاحه.
واخيرا، من المهم ان نتذكر ان العمليات التي استطاعت الاضرار بطبقة المينا الصلبة ستضر بالتاكيد بطبقات الاسنان الداخلية، اللينة والضعيفة.
لذلك فان اهمال هذه الحالة يسبب في استمرار الضرر الحمضي ايضا في المستقبل في طبقات الاسنان الداخلية وفي النهاية تكون هناك حاجة لاجراء علاجات اعادة بناء واعادة تاهيل واسعة، والتي تكلف ثمنا ليس بالقليل.
كما هو الحال مع معظم الامراض في الحياة، فان المرحلة الاولى في علاج مشكلة التاكل الحمضي هي التشخيص. كما سبق ذكره، فان تاكل المينا الحمضي هي عملية غير عكسية (المينا لا يتجدد)، لذلك من المهم جدا تشخيص هذه الظاهرة ومعالجتها بسرعة. ولذلك فمن المنطقي البدء بالتربية، او فهم العادات السلوكية والتغذية التي من شانها ان تساعدنا في منع تاكل الاسنان الحمضي.
1. من المهم جدا استهلاك المشروبات والاطعمة الحمضية بسرعة، مع تقليل الاتصال بطبقات المينا الموجودة على الاسنان الى الحد الادنى.
2. كجزء من التوصيات الواردة في البند 1، يفضل شرب المشروبات الغازية والحمضية (الكولا، وغيرها) من خلال القش وتجنب ابقاء المشروبات في الفم لوقت زائد، هذه الاجراءات تقلل بشكل كبير من فترة اتصال الحمض مع الاسنان وسبب تاكل الاسنان.
3. بعد تناول الطعام او الشراب، وخاصة المشروبات الحمضية، لا يجب فرك الاسنان بالفرشاة. الحامض يجعل المينا لينا جدا ولذا فهو يصبح اكثر عرضة للتلف من الاضرار الخارجية (بما في ذلك فرك الاسنان)، ولذلك يجب الانتظار ساعة بين الاكل وشرب هذه المشروبات وبين فرك الاسنان.
4. يفضل اكل بعض الوجبات الرئيسية في اليوم، بدلا من الوجبات الخفيفة التي لا نهاية لها على مدار اليوم، والتقليل بذلك من مدة تعرض الاسنان للحمض.
5. استخدام معجون الاسنان المناسب: معجون الاسنان الجيد يجب ان يكون ذا عامل تاكل منخفض للاسنان (وبالتالي يضر بشكل اقل بالمينا) ومشبع بالفلورايد (وبذلك يحافظ على المينا من الناحية الكيميائية ضد التاكل الحمضي).
6. وبطبيعة الحال، كما هو الحال مع اي جانب من جوانب صحة الفم، فيوصى بشدة بزيارة طبيب.
الرئيسية
