وهي من الطيور بمعظم أنحاء العالم، الليلية، الجارحة، تشبه الصقور، أقدامها كبيرة قوية، ومناقيرها معقوفة ومخالبها طويلة حادة، وعيونها مكيفة للإبصار في الظلام، تقدر على الرؤية نهاراً، ولكنها تقضي النهار نائمة بالكهوف أو بجذوع الأشجار، وريشها ناعم منفوش، وطيرانها لا يكاد يسمع، وهي طيور تتمتع بميزة في عالم الطيور، فهي تتميز بحاسة البصر القوية ليلاً ويبدو ذلك جلياً واضحاً من كبر حجم أعينها الحادة الثاقبة، وهي تتغذى بشكل عام على الفئران والقوارض والحشرات، فهي بذلك استحقت لقب منظف البيئة وصديقة الفلاح, بل وتعتبر البومه هي الطائر الوحيد الذي يستطيع النظر بكلتا عينيه الي هدف واحد، لذا فلكي ترى من حولها تدير رأسها بزاوية تصل إلى 270 درجة, إضافة الي تميزها الشديد في الرؤية الليلية تلك الميزة التي لا يضاهيها فيها سوى القطط.عند غروب الشمس، تكُفُّ معظم الطيور عن النشاط وتلوذُ لقضاءِ اللّيل. في هذا الوقت، يهمّ البوم بالبحثِ عن طعام. هذه المُفترِسات الحَذِرة تُعاينُ فرائِسها مستخدمةً النَّظر والسَّمع النامِيين إلى حدّ أقصى. وما إن تحدِّدُ فريسةً، حتّى تَمسِكُ بها بمَخالبِها الحادّة. البعضُ يَكتَفي بفرائس صغيرة، مثل فراش اللّيل؛ وتستطيع الأكبَر، مثل البومة القرناء، اصطياد حيوان بحجم الأيّل. وإن كان معظمُ البوم ليليّاً، فإنّ بعضَه يَصطادُ نَهاراً، مثل البومة البيضاء، التي تعيش في المناطق القُطبيّة الشماليّة حيثُ الظُّلمة ليست كاملةً أبداً في الصيف. لإنجاح هُجومَها، على طيور البوم تحديد فريستَها بدقّة مُتناهية. البعضُ، مثل الهامَة، تُحدِدُ الحيوانات الصغيرة بالسَّمع فقط؛ إنما معظم البوم يرصد فريسته بالنَّظر والسَّمع معاً. ويُساهمُ شكلُ الوجه في تسليك الأصوات نحو الأُذنين اللّتين يَختَلِفُ تكوينُهما الداخليّ حَجماً ومَوقِعاً. وتسمحُ هذه الميزةُ للطائر بتحديد مَصدرِ الصوت بدقّةٍ خارقة. بَدلاً من أن تكون كرويّة مثل العين البشرية، لعين البوم شكلٌ قِمعيّ والجُزء الواسع منها موجودٌ داخِل الجُمجُمة. وبالتالي لا تستطيع الدوران في المَحجِر. لكنّ حركَة الرأس اللاّفتة، تُعوِّضُ عن هذا العَجز على نحوٍ واسِع، إذ يَستطيعُ الطائر إدارة رأسه أكثَر من 180 دَرجة. بعد القبض على الفريسة وقَتلَِها، تحمِلُها طيور البوم إلى شجرة لالتِهامِها. وبفضل اتّساع مِنقارِها، يستطيع معظمها ابتلاع الفئران والطيور الصغيرة دفعةً واحدة. أمّا الَفرائِس الأكبَر فتُقطّعُها بالمنقارِ المَعقوف والمَخالِب القويّة. في إفريقية، تغتذي مستسمكة پل بسمك الكراكي والأبراميس والصِّلور وتَبتَلِعُها من رأسِها. وفي قائِمة طعامِها أيضاً. الضَّفادِع والسَّرطانات. لا تَمضَغُ طيور البوم طعامها إنّما تبتلعه غالباً دفعةً واحدة. وهي تلفظُ كلَّ ما لا يُهضَم، في شكلِ كرات صغيرة مُلبّدة تَدعى كُبّة الطَّرح. وتُمَثّلُ هذه الأخيرة لائحةً لما ابتُلِع، إذ يُمكِننا بِفضلِها تحديدُ كلِّ الفَضلات. إلى اليمين، تَدُلُّ المُبّة المُجزّأة إلى بقايا فأرة حقل. خلال النَّهار، البومة المتوارية المطوَّقة هذه تَجثُم في شَجرةٍ حيث يُموِّهُها لونُ ريشها. إذا دنا دخيلٌ قريباً جدّاً، تَفتَحُ عينيها واسعاً. وتهسّ.بعض البوم يَجثُم في الحدائق وحتّى في منتزهات المدن، لكن بفضلِ تمويهها الممتاز تندر ملاحظة الناس لها.